أسماء موركي
تشهد مدينة أكادير، خلال الموسم الصيفي الحالي، تراجعًا ملحوظًا في وتيرة تنظيم حفلات الزفاف، ما أثار قلقًا متزايدًا في صفوف مهنيي القطاع، من أصحاب القاعات ومموني الحفلات والموسيقيين ومقدّمي الخدمات المرتبطة بهذا النشاط الموسمي.
وحسب تصريحات متطابقة لعدد من المهنيين، فإن الموسم الحالي سجّل انخفاضًا غير مسبوق في عدد الحجوزات مقارنة بالسنوات الماضية، حيث أرجع العديد منهم السبب إلى الوضع الاقتصادي المتأزم، وارتفاع تكاليف تنظيم الأعراس، وتغيّر أولويات عدد من الأسر، خاصة فئة الشباب.
كما أشار أحد مموني الحفلات بالمدينة إلى أن “كلفة تنظيم حفل زفاف متوسط في أكادير أصبحت تتجاوز 10 ملايين سنتيم، وهو مبلغ يعتبر فوق طاقة الكثير من الأسر”، مضيفًا أن “التوجه نحو حفلات صغيرة أو الاكتفاء بعقود الزواج دون مظاهر احتفالية بات خيارًا متزايد الانتشار”.
من جهته، عبّر صاحب قاعة للأفراح بحي تاسيلا عن استيائه من الوضع قائلاً: “العديد من القاعات فارغة منذ أسابيع، وبعضنا مهدد بالإفلاس إذا استمر الوضع على ما هو عليه”، مشيرًا إلى أن “القطاع يحتاج إلى التفاتة من الجهات المسؤولة لإنعاش النشاط الذي يعيل مئات الأسر”.
ويُعدّ قطاع تنظيم الأعراس بمدينة أكادير من الأنشطة الموسمية الحيوية التي تنتعش في فصل الصيف، وتُشغل يدًا عاملة مهمة في مجالات متعددة، من الطهي إلى الموسيقى، مرورا بالتصوير والتزيين والخدمات اللوجستية.
في المقابل، يرى بعض المراقبين أن تراجع هذا النوع من الاحتفالات يعكس أيضًا تحوّلات ثقافية واجتماعية في المجتمع المغربي، حيث بدأ الكثير من الأزواج يفضلون تنظيم حفلات مقتضبة أو الاكتفاء بالحفلات العائلية في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية متغيرة.
وفي ظل هذا الوضع، يطالب مهنيون بمدينة أكادير بضرورة إيجاد حلول عملية، سواء عبر دعم القاعات والخدمات المرتبطة بها، أو تشجيع المبادرات المحلية لتنشيط هذا القطاع الحيوي خلال موسم الصيف.