أكادير آش
خيم الحزن العميق، مساء أمس الخميس، على الطريق الوطنية الرابطة بين أكادير وتارودانت، وتحديداً على مستوى جماعة بيكودين، بعد حادثة سير مأساوية أودت بحياة ثمانية أشخاص، بينهم عريسان لم يمضِ على زواجهما سوى أسبوعين.
وحسب مصادر محلية، فقد وقع الاصطدام العنيف بين سيارة أجرة من الحجم الكبير وشاحنة، ما أدى إلى مصرع الركاب على الفور، في مشهد خلف صدمة قوية لدى سكان المنطقة والسلطات المحلية التي هرعت إلى عين المكان.
من بين الضحايا، يبرز اسم الشاب ياسين الذي عقد قرانه قبل خمسة عشر يوماً فقط في أجواء احتفالية بإقليم شيشاوة، ليبدأ رحلة حياة جديدة رفقة زوجته. غير أنّ أحلامهما اصطدمت بقدرٍ مأساوي، بعدما تحوّل طريق العودة من أكادير إلى فاجعة أنهت حياتهما في لحظة، تاركين وراءهما صدى زغاريد لم تبهت بعد، وذكريات فرح لم تكتمل.
شهود عيان أكدوا أن قوة الاصطدام لم تمنح الضحايا فرصة للنجاة أو حتى الاستغاثة، حيث تضررت السيارة بشكل كبير، في حين تم نقل الجثامين إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بتارودانت، بينما فتحت السلطات المختصة تحقيقاً لتحديد ملابسات الحادث.
الفاجعة لم تخلّف فقط ثمانية ضحايا، بل تركت جرحاً غائراً في نفوس الأسر المكلومة، خصوصاً عائلة العروسين، التي ما تزال تحت وقع الصدمة، غير مصدّقة أنّ الفرح الذي عاشته قبل أيام قليلة انتهى بموكب جنائزي.
حادثة بيكودين، التي أعادت إلى الواجهة خطورة الطرق الوطنية وحوادث السير القاتلة في جهة سوس ماسة، تختصر قصة حب توقفت قبل أن تبدأ، وتجعل السؤال معلقاً: إلى متى ستظل الطرقات في المغرب تحصد أرواح الأبرياء بهذه الطريقة المأساوية؟.